مدونة علاء الدين مؤلفاتي | تواصل معي | عن المدونة

معركة نهاوند وفتح بلاد فارس


هي معركة حدثت بين المسلمين والفرس في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واغلب الظن انها حدثت في 21هـ وحدثت المعركة في منطقة تسمى نهاوند تقع في ايران بين مدينتي حلوان وهمزان .


قام ملك الفرس "يزدجرد" بمراسلة اهل خراسان وحلوان يحرضهم ويدعوهم لشن هجمة على المسلمين في عقر دارهم وبالفعل تجمعوا  وجهزوا جيش قوامة 150 الف مقاتل لقتال المسلمين , علم الصحابي سعد بن ابي وقاص قائد المسلمين في العراق انذاك بما يخطط له الفرس فارسل رجل يدعى "قريب ظفر" الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره يخبره بان الفرس يعدون للهجوم على المسلمين  فسأل عمر بن الخطاب رسول سعد بن ابي وقاص - قريب ظفر - ما اسمك ؟ فقال له : قريب وسأله عمر وما اسم ابيك ؟ رد عليه :ظفر فتفاءل عمر بن الخطاب وقال : ظفر قريب ان شاء الله , وتشاور امير المؤمنين عمر بن الخطاب مع المسلمين في المدينة المنوره وارسل  محمد بن مسلمة الى سعد بن وقاص ليخبره بان يجهز الناس استعداد لقتال الفرس , في ذلك الوقت كان الفرس قد عسكروا في نهاوند بجيش قوامه 150 الف مقاتل بقيادة "فيرزان " فشعر سعد بن ابي وقاص بخطورة الموقف وانطلق الى المدينة المنوره الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاخبره بخطوره الموقف , فصعد عمر بن الخطاب يوم الجمعة الى المنبر وخطب في المسلمين واخبرهم بخطته للاستعداد لقتال الفرس وكانت خطة امير المؤمنين عمر بن الخطاب تقضي بخروجه بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم بنفسهم ولكن المسلمين اشاروا على عمر بن  الخطاب ان لا يخرج من المدينة خشية ان يهجم الفرس على المدينة عندما يعلمون بان امير المؤمنين قد خرج منها فقال لهم عمر بن الخطاب  ومن تختارون لقيادة الجيش فقال المسلمون : انت اعلم منا يا امير المؤمنين فاختار عمر بن الخطاب الصحابي النعمان بن مقرن لقيادة وقال للجيش : ان استشهد النعمان بن مقرن فيكون حذيفة بن اليمان قائد الجيش وان استشهد حذيفة بن اليمان يأخذ القيادة جرير بن عبدالله ثم جهز الجيش وودعهم قائلا لهم :سيروا على بركة الله ..فانطلق الجيش نحو الفرس.

وصل جيش المسلمين الى نهاوند في بلاد فارس بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم النعمان بن مقرن وجيش الفرس قد كانوا معسكرين هناك بجيش يبلغ 150 الف مقاتل يقودهم "فيرزان " فقام قائد الفرس "فيرزان " بارسال رجل اسمه "بندار العلج " الى جيش المسلمين يخبرهم بان يرسلوا رجلا ليتفاوضوا معه فقرر قائد المسلين النعمان بن مقرن ارسال الصحابي المغيره بن شعبه وانطلق المغيره بن شعبة الى جيش الفرس ليتفاوض معهم فجلس الفرس يفاوضوه فسأله قائدهم : ماذا تريدون منا؟ قال له المغيره : نريد ان تقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فقال له قائد الفرس : واذا لم نفعل فرد علية المغيره : فان لم تفعلوا فادفعوا لنا الجزية فقال قائد الفرس : واذا لم ندفع الجزية فقال له المغيره : فاذا لم  تدفعوا الجزية فخلوا بيننا وبين الناس ندعوهم الى الاسلام فقال له قائد الفرس : واذا منعناكم ؟ فرد عليه المغيرة : فبيننا وبينكم السيف فقال له  قائد الفرس : إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خير وأطول الناس جوعاً وأشقى الناس شقاء وأقذر الناس قذراً وأبعدهم داراً وما منعنا ان نقاتلكم الا خوفنا من ان تتنجس سيوفنا بدمائكم . فرد عليه المغيرة بقوله تعالى " قد خاب من افترى " وانطلق المغيره بن شعبه عائدا الى جيش المسلمين واخبر قائد المسلمين النعمان من مقرن بنتيجة المفاوضات 

التفت النعمان بن مقرن الى الجيش وتشاور معهم في خطة الهجوم فاشاروا عليه ان يرسل الى جيش الفرس من يناوشهم ويحرضهم للقتال- لان جيش الفرس كانوا يختبئون في حصون - فارسل النعمان بن مقرن الصحابي القعقاع بن عمرو مع بعض الفرسان المسلمين ليقوموا بمناوشة الفرس فقاموا بالمهمة على اكمل وجه وخرج الفرس من حصونهم وتواجهوا مع جيش المسلمين والتحم الجيشان وكان اول من اصيب من المسلمين هو القائد النعمان بن مقرن واستمر القتال وسقط 80 الف مقاتل من جيش الفرس في خنادق كانوا قد حفروا لايقاع المسلمين فيها ولكنهم وقعوا في فخهم وقتل منهم 80 الف مقاتل في تلك الخنادق كما قتل جيش المسلمين حوالي 30 الف منهم اما ال 40 الف الباقين فوقعوا ما بين هارب وجريح ولحقت الهزيمه بالفرس ولم علم قائد الفرس بما حل بجيشه من هزيمه هرب الى كنيسه تعبد فيها النار فوضع كافه جواهره امانة عند كاهن الكنيسه وفر هاربا ولكن القعقاع بن عمرو لحق به وقتله وجاء كاهن الكنيسة الى المسلمين واعلن اسلامه واعطاهم كافة الجواهر قائلا : هذا كله حلالا عليكم فقرر جيش المسلمين ان تكون هذه الجواهر هدية لامير المؤمنين عمر بن الخطاب ولكن عمر بن الخطاب لما وصلته هذه الهديه رفضها واودعها في بيت مال المسلمين.

دخل جيش المسلمين بلاد فارس وفتحوها رافعين رؤوسهم بالنصر الذي حققوه ولما وصل الخبر الى القائد الجريح النعمان بن مقرن فرح فرحا شديدا وقال الحمدلله الذي ابقاني حيا حتى ارى المسلمون منتصرون واسلم روحه لله تعالى وانتقل الى جوار ربه بعد ان قاتل قتال الابطال وتولى القيادة من بعده حذيفة بن اليمان .

وصل نبأ النصر الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره وقد تقرحت اجفانه من شدة السهر بانتظار اخبار الجيش ففرح فرحا شديدا بهذا النصر ولكنه بكى بكاءا شديدا عندما علم باستشهاد النعمان بن مقرن وتعتبر معركة نهاوند من اعظم المعارك ومن اعظم الفتوحات التي قام بها المسلمون رغم قلة عدد جيش المسلمين مقارنة بجيش الفرس .

هناك 4 تعليقات:

  1. اعجبني
    والله يبارك

    ردحذف
  2. هذا عندما كان المسلمون يعتمدون في القتال على عقيدتهم التي لا تُهزم أبداً .. اعجبني جداً

    ردحذف
  3. اللهم أعد لنا انتصاراتنا التي طالت غيبتها كثيرا

    ردحذف
  4. هذا عندما كان المسلمون يعتمدون في القتال على عقيدتهم التي لا تُهزم أبداً .

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.